قراءة في كتاب: “مَــطَلاَّت على علم التصـوف”

في إطار الأنشطة الدينية والعلمية والثقافية التي دأب على تنظيمها المجلس العلمي المحلي لإقليم الفحص أنجرة، نظم بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ومركز التوثيق والأنشطة الثقافية التابع لها، يومه السبت 15 جمادى الأولى 1444 هجرية الموافق 10 دجنبر 2022م على الساعة الحادية عشرة صباحا بقاعة المركز المذكور، لقاء علميا حول ( قراءة في كتاب: “مَــــــطَلاَّت على علم التصــــوف” للدكتورة الفاضلة كريمة بوعمري، عضو المجلس العلمي المحلي بسلا).
وقد افتتح هذا اللقاء العلمي بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تدخل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد السعيد الحراق المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، وتدخل بعد ذلك رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الفحص أنجرة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الوجدي حيث رحبا معا بالضيوف والحضور والمشاركين في هذا اللقاء العلمي، مع الإشارة إلى أهمية هذه اللقاءات باعتبارها تسهم في نشر المعرفة والقيم الإسلامية السامية، كما أشار السيد المندوب الجهوي إلى أهمية التصوف ومكانته في المغرب عبر التاريخ. ثم تدخل السادة الشيوخ والأساتذة أعضاء المجلس العلمي المحلي بإقليم الفحص أنجرة المشاركون في قراءة كتاب المحتفى بها الدكتورة الجليلة كريمة بوعمري وهم: الشيخ أحمد التوزاني، والدكتور عبد اللطيف البغيل، والدكتور يوسف الزيدي، حيث أبرزوا القيمة العلمية لهذا الكتاب باعتباره محاولة في نقل التصوف من النظرية إلى التطبيق، وباعتباره، إسهاماً علمياً صادرا عن امرأة مغربية، وهو أمر له أهميته من جهة ما يحمله هذا الكتاب من آراء المؤلفة في التصوف، وهو ما يشكل إضافة نوعية ذات قيمة كبيرة لأنها مساهمة في إثراء الفكر الصوفي خاص بالمرأة المغربية، كما أشار المتدخلون إلى أهمية التصوف في إحياء القلوب وتزكية النفوس ونشر القيم الإنسانية السامية التي تسمو بالإنسان عن الظلم والجهل المشار إليهما في قوله تعالى: (إنا عرضنا الامانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا) لذلك فوظيفة التصوف هي عقل الإنسان عن الظلم بالتزكية والتربية، وتعليمه بإرشاده إلى مصادر المعرفة المشار إليها في قوله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) كما أشار المتدخلون إلى دور التصوف في نشر قيم التسامح واحترام الآخر، ولذلك يعتبر التصوف من الثوابت التي تقوم عليها الأمة المغربية بالإضافة إلى العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وإمارة المؤمنين، فهذه الثوابت هي أسس الاستقرار والوحدة الوطنية منذ قيام الدولة المغربية إلى يومنا هذا.
وختم هذا اللقاء العلمي المبارك بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين حفظه الله ونصره.