في بيت عالم : الشيخ العالم محمد العاقل لزعر

في إطار برنامجه في بيت عالم الذي يروم التعريف بالعلماء والشخصيات العلمية بالإقليم، وحرصاً من المؤسسة العلمية في إحياء وتجديد وتعاهد زيارة العلماء والفقهاء وتفقد أحوالهم والاطمئنان عليهم ومواصلتهم ومجالستهم، من أجل تقوية الرباط الإيماني وتوثيق أواصر الأخوة، والإبقاء على الأُلفة وإقامة للعشرة والمودة، اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي روي عنه أنه قال: “إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خُرْقة الجنة حتى يرجع” قيل يارسول الله وما خرقة الجنة؟ قال: جَناها. (ثمارها).
لهذا الغرض نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الفحص بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية يومه الأربعاء 4 جمادى الآخرة 1444 هجرية الموافق 28 دجنبر 2022م بعد صلاة الظهر زيارة لبيت العالم الجليل محمد العاقل لزعر، القاطن بقرية الرمان التابعة لجماعة ملوسة، كانت هذه الزيارة مناسبة للتعرف عن قرب على حياته وسيرته، ولد الشيخ بقرية الرمان بها نشأ وترعرع إلى أن دخل الكتاب القرآني، وتمكن من حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من حياته على عدة شيوخ، بعدها انتقل إلى مدشر جبل حبيب ثم إلى قبيلة بني عروس من أجل تصحيح وتثبيت القرآن الكريم رسما وضبطا، وحفظ المتون العلمية ودراسة مختلف العلوم الشرعية واللغوية على الفقيه سي عبد السلام اغبالو بمدشر خندق حمر التابعة لقبيلة بني عروس، ثم انتقل إلى قبيلة اغمارة (بوحميد) للدراسة على الشيخ سي العياشي، بعد ذلك شد الرحال إلى مدينة طنجة للدراسة على شيوخها وعلمائها من أبرزهم: الشيخ سي عبد الله بن الصديق، وسي عبد العزيز بن الصديق، وسي محمد البقالي وغيرهم، وبعد إتمامه لهذا المسار الدراسي والتجربة الغنية والحافلة مع القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والعلوم الشرعية واللغوية، تولى الإمامة والخطابة والوعظ والإرشاد بمختلف مدن وقرى مناطق شمال المغرب، كما حدثنا الشيخ عن تجربته في الديار الأوربية (هولندا) حيث مكث بها إماما وخطيبا وواعظا حوالي 22 سنة، كانت بصدق تجربة فريدة لامسناها من خلال ذكره لبعض القصص التي وقعت له هناك سواء مع الجالية المغربية أو غيرها.
وتركت هذه الزيارة أثرا كبيرا في نفس الشيخ وأهله لما فيها من إناس وذكرى ونصيحة، ومناقشة قضايا عديدة تاريخية وعصرية، ولم يفت الشيخ أن يثني على هذه المبادرة التي يقوم بها المجلس العلمي بزيارته للعلماء والتواصل معهم ومد يد العون لهم مشيرا إلى أن الزيارات المثمرة زيارة العلماء.
وفي الختام تم تسليم شهادة العرفان والتقدير له على جهوده التي بذلها في خدمة العلوم الشرعية والتوعية والإرشاد الديني والتربية والتعليم، لتختم الزيارة بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله ونصره.