في بيت عالم: الشيخ الجليل علـي بنجـودة
في إطار برنامجه في بيت عالم الذي يهدف إلى التنقيب عن الشخصيات العلمية الفذة بالإقليم، والتعريف بهم وتجديد اللقاء معهم باعتبارهم ركائز الأمة الذين بصموا على حياة مليئة بالتربية والتعليم ونشر الأخلاق بين الناس، كان لزاما على المؤسسة العلمية مواصلة هذا العمل الجبار في تفقد أحوال الفقهاء والعلماء وذلك بالتواصل معهم ومجالستهم والإنصات إليهم ومد يد العون لهم من أجل تقوية أواصر الأخوة والمحبة، لهذا نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الفحص أنجرة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية يومه الأربعاء 25 جمادى الآخرة 1444 هجرية الموافق 18 يناير 2023م بعد صلاة الظهر زيارة مباركة لبيت العالم الجليل سي علي بنجـــودة، القاطن بقرية لشهبة التابعة لجماعة القصر الصغير، وقد رأى النور سنة 1930 بقرية عين الفخوخ بأنجرة، بها نشأ وترعرع إلى أن دخل الكتاب القرآني حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من حياته على عدد من شيوخ المنطقة التي كانت تزخر بالعلم والعلماء، على رأسهم الإمام المشهور بالفقيه الصغير، وبعد تمكنه من حفظ القرآن الكريم رسماً وضبطاً انتقل إلى مدينة طنجة لطلب العلم، استقر به الحال بجامع الكبير، حيث أخذ العلم عن عدد من العلماء أهمهم: العلامة سيدي محمد بنعجيبة، والشيخ عبد الله بن عبد الصادق، والشيخ السحلي، والشيخ الشريف غيلان، والعلامة سيدي محمد الشنتوف، والشيخ عبد الله كنون، والشيخ الحسن بن الصديق، وأخوه الشيخ عبد العزيز بن الصديق، والشيخ محمد البقالي الدهري، والشيخ علال الفاسي، والشيخ عبد الله التليدي، والفقيه الشيخ الخنوس، وغيرهم، وقد مكث هناك عدة سنوات، بعدها تقلد الإمامة والخطابة والوعظ والإرشاد لمدة تفوق خمسيــن سنة بمسجد قرية لشهبــة، مقر سكناه إلى يومنا هذا، كان يقوم بمهمة تحفيظ القرآن الكريم وتدريس مختلف العلوم الشرعية واللغوية والمتون العلمية حتى اشتهرت هذه القرية بكثرة حفظة القرآن الكريم في عهده، وكان من ثمار هذه التجربة العلمية الغنية العمل على تخريج عدد من أفواج الطلبة والفقهاء، وتكفي في حقه شهادات من عاصروه حيث تصب كلها في نتيجة واحدة مؤداها أن الشيخ الفاضل كان ضمن النخبة العلمية خصوصاً العلوم الشرعية واللغوية.
وقد لقيت هذه الزيارة ترحيبا كبيرا وفرحا غامرا من طرف الشيخ المحتفى بزيارته وأسرته، وفي الأخير سلم له السيد رئيس المجلس العلمي المحلي شهادة تقديرية وتكريمية عرفانا بالمسيرة العلمية الحافلة بالإنجاز والعطاء وما بذله من جهود في خدمة القرآن الكريم والعلوم الشرعية، لتختم الزيارة بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله ونصره.
وإلى لقاء آخر مع عالم آخر وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.